محمد حامد (دبي)

في غضون 10 أيام، وعلى نحو مفاجئ، عادت أسهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لترتفع بصورة غير مسبوقة في مسيرته الكروية، وهو الأمر الذي يثير الدهشة قياساً بأن رحيله عن الريال بجماهيريته وقوته الإعلامية، جعل البعض يعتقدون أن أسهم النجم البرتغالي سوف تبدأ في التراجع، كما أن بلوغه 33 عاماً، وعدم مقدرته على العطاء بقوة داخل الملعب جعل هذا الاعتقاد أكثر رسوخاً، ويضاف إلى ذلك خسارته للحضور الدائم في دائرة المنافسة المباشرة مع غريمه الأزلي ليونيل ميسي، وعلى الرغم من كل ذلك، كانت المفاجأة في أن ظاهرة الدون أكبر من أن تتراجع مهما كانت الأسباب.
رونالدو نجح في آخر 10 أيام على وجه التحديد في انتزاع الصدارة من جديد، والمثير للدهشة أنها صدارة على المستويات كافة، سواء داخل الملعب أو خارجه، فضلاً عن حدوث تطورات جعلته يتصدر عناوين الصحافة العالمية، ويغزو مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها هزيمة الريال القاسية على يد البارسا، مما جعل الملايين من عشاق الملكي يعترفون بصورة لا تقبل التشكيك، أن رحيل الدون هو أحد أهم أسباب هذا التراجع. ويبدو أن رونالدو سيظل حاضراً بقوة على مستوى الشهرة والمال والمكانة الكروية، فهو يملك طاقة التحدي التي تضمن له ذلك، وفي تحليلها لسمات الدون الشخصية، نقلت فوربس الأميركية بعضاً من أقوال رونالدو الشهيرة، وعلى رأسها قوله: الحب الذي يظهره البعض لي يجعلني قوياً، والكراهية التي يواجهني البعض بها تجعلني أكثر قوة، نار الكراهية لا تحرق من يستخدمها وقوداً.

400 هدف وأكثر
بداية الأيام التي أعادت رونالدو لمشهد الصدارة، جاءت ضمن مباريات المرحلة التاسعة للدوري الإيطالي، وتحديداً في 20 أكتوبر الماضي، فقد نجح رونالدو في تسجيل هدف لليوفي في مرمى جنوى، ليرفع رصيده إلى 400 هدف في دوريات أوروبا الخمسة الكبرى، وهو رقم لم يسبقه إليه أي لاعب في التاريخ، منها 84 هدفاً لليونايتد في البريميرليج، و 311 للريال في الليجا، و 5 مع اليوفي الدوري الإيطالي، ثم أتبعها بثنائية في مباراة اليوفي أمام إمبولي السبت الماضي، وحقق الدون هذا الإنجاز على مدار 15 عاماً، حينما بدأ مشواره مع مان يونايتد عام 2003، ولا زال أمامه فرصة الابتعاد بهذا الرقم.

ساعة الـ2.5 مليون
خلال المؤتمر الصحفي قبل مباراة اليونايتد واليوفي بالجولة الثالثة لمرحلة المجموعات بدوري الأبطال، ظهر رونالدو وفي يده ساعة يبلغ ثمنها ما يقرب من 2.5 مليون دولار، وفقاً لما رصدته الصحافة اللندنية، وهي مرصعة بالألماس، وبعيداً عن أن ثمنها الذي جذب أنظار الملايين حول العالم، فإن الأمر خضع لتدقيق وتحليل يتعلق بشخصية الدون، والذي أكد سابقاً أنه يجب على الإنسان أن يستمتع بالمال الذي يملكه، دون أن يقيم وزناً لمن يتابعون تفاصيل حياته ومعدلات إنفاقه، كما شدد على أن ذلك لا يعني ألا أن يبادر دائماً للمشاركة في الأعمال الخيرية التي تساعد من هم في حاجة حقيقية لمساعدتنا.

الثروة نصف مليار
مشهد الساعة باهظة الثمن لم يمر مرور الكرام، بل دفع الصحافة والمواقع العالمية إلى البحث من جديد في تفاصيل ثروة رونالدو، ومصادر هذه الثروة تتمثل في الراتب المباشر الذي يحصل عليه مع اليوفي، والذي يبلغ 30 مليون يورو سنوياً، وكذلك ما يحصده من الرعاة والإعلانات، فضلاً عن استثماراته الخاصة في أكثر من مجال، فقد كان حريصاً على أن تحمل مشروعاته الخاصة اسم موحد هو «سي آر 7»، وأشارت مجلة فوربس الأميركية إلى أن ثروة رونالدو حالياً تقدر بحوالي 500 مليون دولار، وهي لا تشمل الأصول الثابتة لمشروعاته الخاصة، والتي سيكون لها أولوية كبيرة في اهتماماته عقب الاعتزال.

أشهر من سيلينا
بعد رحيله صوب اليوفي، وعلى نحو لم يتوقعه البعض، أصبح رونالدو أكثر جذباً للجماهير والإعلام، وما يؤكد ذلك أن الأيام التي أعقبت انتقاله للفريق الإيطالي، شهدت متابعة ما يقرب من 100 ألف شخص في كل يوم لحسابه عبر إنستجرام، بل إنه بلغ نصف مليون في أحد الأيام، كما تم الإعلان عن أنه تفوق على المطربة والممثلة الأميركية الشهيرة سيلينا جوميز عبر إنستجرام، وهو حدث يؤكد أن الأيقونة الكروية يمكنه تهديد عرش جميع المشاهير في كافة المجالات، فقد تجاوز الدون 144 مليون متابع عبر إنستجرام، متفوقاً بما يقرب من 10 آلاف على الفنانة الشهيرة، مما جذب أنظار الإعلام العالمي بقوة.

أنا والريال وليو
خلال الأيام الماضية أيضاً، سقط الريال على يد البارسا، مما جعل أسهم رونالدو ترتفع إلى السماء، وسط سخط بالغ على فلورنتينو بيريز من عشاق الملكي، ولم يفوت رونالدو الفرصة فظهر عبر فرانس فوتبول ليؤكد أن بيريز لم يتمسك به مما دفعه للرحيل، وهو تصريح يرفع أسهمه من جديد في قلب مدريد، وتحدث النجم البرتغالي باحترام بالغ عن منافسه التاريخي ميسي، قائلاً إنهما فقط دون غيرهما تمكنا من البقاء في القمة 10 سنوات وأكثر، وهو تحدٍ لا يمكن لأحد النجاح فيه بهذه الصورة، كما رشح رونالدو كلاً من صلاح ومودريتش ومبابي وفاران لمنافسته على الكرة الذهبية التي تمنحها المجلة الفرنسية.